“الأخلاق والإيمان في فلسفة محمد عزيز الحبابي” للدكتور أحمد بوعود
✍️: إصدار جديد للدكتور أحمد بوعود بعنوان”الأخلاق والإيمان في فلسفة محمد عزيز الحبابي”…(عبد الهادي المهادي)
عن دار الثقافة بالبيضاء، صدر حديثا، للصّديق العزيز أستاذ الفلسفة بتطوان الدكتور أحمد بوعود، كتابَه الفرديَّ العاشرَ الموسوم بـ”الأخلاق والإيمان في فلسفة محمد عزيز الحبابي”، ويقعُ في 160 صفحة من الحجم الصغير، ويضمُ ـ بالإضافة إلى مقدمة وخاتمة ـ مَدخلا خصَّصَه لـ”تعريف الأخلاق”، وفصلين؛ الأول تحت عنوان: “النقد الأخلاقي للواقع المعاصر”، والثاني سمّاه “الأخلاق والإيمان”. وقد ذيّل المؤلف كتابَهُ بلائحة غنيَّة من المراجع والمصادر وصلت بالتَّمام إلى مائة كتاب عربي وأجنبي ومُترجَم. الكتاب أهداه إلى “كلّ صاحب فكر يتجاوز المرسوم ويتطلّع إلى أسنى الفهوم ليسموَ بالبشرية أخلاقيا”.استشكل الدكتور بوعود موضوع العلاقة بين الأخلاق والإيمان من وجهة نظر الفيلسوف الشخصاني المغربي محمد عزيز الحبابي، وعمل على تفكيك هذه العلاقة انطلاقا من مجموعة من الأسئلة التي صارح بها قارئه في المقدمة، من قبيل: هل يعيش عالمنا فعلا أزمة أخلاقية؟ وما هي تجليات هذه الأزمة؟ وهل حقا فشلت المذاهب المعاصرة في الرّقيّ الأخلاقي بالإنسان؟ ألا يمكن أن تدلّنا المذاهب والفلسفات المعاصرة على نسق أخلاقي، أم أنها في علاقة صدام مع الأخلاق؟ وهل يمكن القول إنها أسهمت في التدهور الأخلاقي للإنسان؟ وما الذي يمكن أن يضيفه الإيمان إلى الأخلاق؟ وبأي معنى يكون الإيمان حصانة للأخلاق ومنتجا لها؟ ألا يتعارض الإيمان مع مقتضيات العلم والواقع؟وباطّلاع واسع في الموضوع من مصادره الرئيسية، لأسماء كبيرة ولامعة، عربية وأجنبية، وبعُدّة منهجية متينة وواضحة تُفكّكُ الإشكال وتُبسّطه وتقرّبه؛ وهذا ـ لَعمري ـ مسعًى صعب لا يَقْتَدِرُهُ سوى الباحث الذي سبق وأن مارس حرفةَ “التربية والتعليم”، واكتوى بالصعوبات المتمخّضة عن هذه التجربة. إن “المُعلم” الذي خالط العقول الصغيرة و”المراهقة”، وتدرّج بصمود واجتهاد نحو الجامعة والإنتاج المعرفي وحده الذي يستطيع أن يقوم بهذا الدور المُضني؛ أقصد تبسيط المركّب دون إخلال أو إسفاف.الكتاب يُعدّ ـ بحق ـ مَدخلا مُعتبرا للموضوع المطروح في هذا المتن، وإن صَغُر، ومُؤاخذتي الوحيدة على الكتاب أن الصّديق الدكتور أحمد بوعود ـ لاعتبارات منهجية وَعيْتُ بها ولم أوافقه عليها ـ عِوَضا أن يَسوق نُصوصا لعزيز الحبابي أثناء نقاشه لبعض أفكاره، أو على الأقلّ يُغلّب إيرادها، أكثر من استدعاء كلام لغيره من المفكرين والفلاسفة العرب والغربيين، مما أضرّ بحضور صاحب “الشخصانية الإسلامية”، وضيّع صوتَه وسط أصوات الفلاسفة والمفكرين الذين أمتعنا بوعود بإثبات وجهات نظرهم وتقديراتهم. لم يكن الدكتور بوعود في كتابه بصدد المقارنة، ولكنه كان منشغلا بعرض أفكار صاحب “من الحريات إلى التحرر”، فالواجب كان يُحتّم عليه إذا أن يُُكثر من الاسترشاد بنصوصه.