الأصفار الخمسة للنجاح في عالم سريع ومتغير: (إدريس أوهلال)
يسألني أحياناً بعض الزملاء والأصدقاء: كيف نجحت في توفير وقت يومي للتأمل والقراءة والكتابة وإدارة أعمالك الشخصية والمهنية في زحمة أسفارك والتزاماتك وكثرة مشاريعك الفكرية والعلمية والمهنية؟ إليكم السرّ: النموذج الخماسي لزيادة الإنتاجية الشخصية.
تستطيع، في هذا العالم السريع والمُتغيِّر وفي زحمة التزاماتك وكثرة مشاريعك، أن توفر من ثلاث إلى ست ساعات إضافية يوميا، تستثمرها في المزيد من التأمل والقراءة والكتابة، والمزيد من المتعة والفائدة في علاقاتك، والمزيد من الإنتاجية والفعالية والكفاءة في إدارة أعمالك، إذا عرفت كيف تجمع بذكاء دقائق العبور والانتظار مع ساعات العمل، وتتحوّل من الورقي إلى الرقمي، ومن الأجهزة الكبيرة الثابتة إلى الأجهزة الصغيرة المحمولة، ومن ربط قدرتك على التركيز بمكان أو زمان أو حالة نفسية إلى القدرة على التركيز في كل الأمكنة وكل فترات يومك وكل حالاتك النفسية، مع تعزيز تنظيمك الذاتي.
إن كل ما نحتاج إليه لزيادة إنتاجيتنا الشخصية هو نموذج عمل شخصي قائم على خمسة أصفار (النموذج الخماسي لزيادة الإنتاجية الشخصية)، وهذا شرح مختصر للنموذج:
1- صفر ورق:
التحول من الورقي إلى الرقمي وبسرعة وفعّالية يعزز إنتاجيتنا الشخصية، وهو تحدٍّ دونه عادة الارتباط العاطفي والفكري والعملي بالورق.
2- صفر جهاز ثابت:
الارتباط بالأجهزة الثابتة عادة سيئة، ومثلما حَرّرَنا الحاسوب المحمول من الحاسوب المكتبي، وحرّرنا الحاسوب اللوحي من الحاسوب المحمول، يُفترض أن يحررنا الهاتف الذكي من الحاسوب اللوحي. ولضعاف البصر حل الشاشة الكبيرة وحجم الخط الكبير. منذ سنوات طويلة قطعت علاقتي بالكتاب الورقي وتحولت إلى القراءة من هاتفي الذكي، وكل كتبي ومقالاتي ألفتها على هاتفي الذكي.
3- صفر عادة للدماغ:
أغلب الأشخاص يحتاجون لتفعيل تركيزهم والحفاظ عليه إلى العمل في مكان محدد أو أوقات محددة في اليوم أو إلى حالة نفسية محددة. طوّر قدرتك على التركيز في كل الأمكنة وكل فترات يومك وكل حالاتك النفسية.
4- صفر وقت ضائع:
نستطيع تعظيم استثمار وقتنا من خلال الاستغلال الذكي لأوقات العبور والانتظار: اعمل بجد على استغلال أوقات العبور (في الطائرة، في القطار، في التاكسي..)، وأوقات الانتظار (انتظار موعد مهم مع شخص سيء في ضبط المواعيد، انتظار دورك في طابور، انتظار انطلاق رحلتك، انتظار افتتاح فعاليات..)؛ إذ بإمكان دقائق العبور والانتظار أن تصنع إنجازات كبيرة إذا تم تجميعها بذكاء ومراكمتها بفعالية.
5- صفر فوضى:
إن امتلاك تنظيم ذاتي قوي يساعد على الاستثمار الأمثل للموارد والإنجاز الفعّال للأهداف: تنظيم العلاقات، وتنظيم المعلومات والمعارف، وتنظيم المال، وتنظيم الوقت، وتنظيم الملفات، وتنظيم الموارد بشكل عام. يُعَلِّمنا القانون الثاني للديناميكا الحرارية (قانون الإنتروبيا) أن التنظيم العالي جداً يسمح بإحداث طفرات في مستوى التعقيد ويعزز الاستخدام الأقصى للطاقة لإنتاج العمل ويقلل بالتالي الفوضى في النظام.