الانفجار العظيم: عصر النهايات كتاب جديد للباحث والمفكر المغربي إدريس أُوهلال
بعد كتابه المُثير “قواعد الحزم” سنة 2019، والذي لقي إقبالا كبيرا وانتشارا واسعا وأغنى المكتبة العربية بمرجع متميز وأصيل في القيادة، ها هو الباحث والمفكر المغربي إدريس أُوهلال يُغني المكتبة العربية بمرجع آخر متميز وأصيل لكن هذا المرة في الاستشراف الاستراتيجي وإدارة التغيير، وهو كتاب أصيل في لغته وتحليله وملائم جداً لتحديات المرحلة وما يموج فيها من تحولات وتغييرات.
الكتاب يحمل عنواناً مثيراً ومستفزاً: “الانفجار العظيم: عصر النهايات”، ويقع في 187 صفحة، وصادر في طبعته الأولى 2021 عن منشورات مجموعة الأكاديميات الدولية.
من أول عبارة في مقدمة الكتاب يعلن الكاتب أن هذا الكتاب يندرج ضمن الكتابات الاستشرافية التي تواكب بالتحليل والنقد التحولات والتغييرات الجارية في العالم وآفاقها المستقبلية المحتملة، ويؤكد أنه لم يعد بالإمكان التخطيط للمستقبل بدون استشرافه في ظل حاضر مضطرب وعنيف ومستقبل غامض ومُرعب.
يستمد هذا الكتاب ضرورته، بنظر المؤلف، من الأزمة العالمية الحالية والحاجة إلى فهم ما يجري من تحولات وتغييرات، ويستمد مشروعيته العلمية والفكرية والمنهجية من مرجعيات ومقاربات متعددة ومتكاملة، ومن تحليل الواقع الراهن بمختلف أبعاده للكشف عن حركيته وتحولاته، ومن فكر نسقي مُركّب عابر للتخصصات.
وقد قام المؤلف في هذا الكتاب بتجميع شتات قصة نهايات متعددة ومتنوعة (نهايات من المجال التعليمي والإعلامي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي)، لبناء الصورة الكلية للتغييرات والتحولات الجارية في الحاضر والقادمة في المستقبل، وهي تغييرات وتحولات ثورية تعلن عن نهاية القيم والمؤسسات التقليدية التي فتحنا أعيننا عليها وألفناها لحد الاعتقاد بأنها قيم ومؤسسات طبيعية وأبدية. من هذه النهايات نقرأ في فصول الكتاب:
نهايات في المجال التعليمي
نهاية المدرسة
نهاية البيداغوجيا
نهاية الجامعة
نهاية التخصص
نهاية الشهادة
نهايات في المجال الثقافي والإعلامي
نهاية الوسائل التقليدية لنقل المحتوى
نهاية الإعلام التقليدي
نهاية المثقف
نهاية التفكير
نهايات في المجال الاجتماعي
نهاية المجتمع
نهاية الطبقة المتوسطة
نهاية الصراع الطبقي
نهاية الخصوصية
نهاية السعادة
نهايات في المجال الاقتصادي
نهاية السوق
نهاية النقود
نهاية الوظيفة العمومية
نهاية أنظمة التقاعد
نهاية الطاقة الأحفورية
نهاية الاستهلاك المسؤول
نهايات في المجال السياسي
نهاية السياسة
نهاية القيادة
نهاية الديمقراطية
نهاية الحريات الفردية
نهاية الدولة الاجتماعية
نهاية المصلحة العامة
نهاية الجنسية
نهاية الغرب
وقد ابتعد المؤلف، كعادته في كتاباته، عن الأسلوب الأكاديمي الجاف، ليحدثنا بشغف عن هذه النهايات التي يعرفها العالم، لكن بهدوء فكري وعمق علمي وبلغة استفزازية إيجابية مساعدة على فهم ما يحدث من تحولات وتغييرات.
كما حرص الكاتب على التقديم للفصول الخمسة التي تتحدث عن النهايات بفصل تمهيدي منهجي يحمل عنوان: فقه النهايات، تحدث فيه عن القضايا الابستمولوجية (الأصولية) والمنهجية التي يطرحها خطاب النهايات، وختم هذا الفصل بالحديث عن الضوابط المنهجية لخطاب النهايات.
وختم المؤلف كتابه بخاتمة واعدة تحمل بعض الأمل الإيجابي وتخفف من رُعب خطاب النهايات الذي يهيمن على الكتاب تتحدث عن “بداية دورة تاريخية جديدة”.
والكتاب في المجمل هو إبداع جديد ينضاف إلى قائمة مؤلفاته المتميزة في مجال الإدارة والقيادة، التي تجمع بين الفائدة والمتعة وتأسيس الوعي الاجتماعي، وتتسم دائما بروح تجديدية وعمق فكري أصيل.