المقالات

العلماء في النصوص التأسيسية الإسلامية(عبد الرحمن الشعيري منظور)

يمثل العلماء -من الزاوية النظرية المحضة-في المجتمعات الإسلامية ومنها المغرب نخبة أساسية ومركزية في عملية إنتاج وتوظيف المعرفة الدينية وخاصة في إصدار الفتاوى، وفي تحديد الضوابط الأخلاقية لممارسة الحكم والسلطة، كما أنهم يحظون في الذاكرة الجماعية للشعوب العربية والإسلامية باحترام وتقدير كبيرين، لما لهم في التراث الإسلامي التأسيسي خاصة في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من مكانة اعتبارية متميزة تمنحهم القيام بوظائف دينية وسياسية واجتماعية متعددة في المجتمع.

ومن ثم سنحاول في هذا المطلب أن نحدد مفهوم “العالم” في الحقل الدلالي الإسلامي، وأن نستقرئ حضوره كمكون طلائعي من النخبة الدينية في الإسلام ضمن النصوص التأسيسية (القرآن والسنة)، ثم لنعرج على استكشاف مركزهم المنشود في المجتمع والدولة الإسلاميين.

يرتبط مصطلح العلماء في الحقل الدلالي الإسلامي بالنخبة المتمكنة من علوم الدين وملحقاتها التي تشمل “علوم المقاصد من تفسير، وقراءة، حديث، وفقه، وأصول فقه، وأصول للدين بالإضافة إلى علوم الوسائل من لغة، ونحو، وصرف، وبلاغة، ميقات الفلك”.[1]

ومن ثم، فمصطلح “العلماء” بالتعريف، يحيل ضمنا في الثقافة العربية والإسلامية على فئة علماء الدين والشريعة، الحاملة للعلم الشرعي أي المتخصصة في فقه الكتاب والسنة، وما انضاف إليهما من علوم في الخبرة الإسلامية التراثية والمعاصرة، والمدركة بالأحداث التي نشأت عن تنزيل القرآن، وتشكل السنة النبوية وممارستهما في الواقع، والعارفة بالحدود التي يقوم عليها المجتمع المسلم وينتظم بها العالم في المنظور الإسلامي[2] وتطلق صفة العالم كذلك على كل من له دراية وتخصص بالعلوم الدينية والمشاركة فيها[3].

 كما يتمايز مفهوم “العالم” في النسق اللغوي الإسلامي عن مصطلح “الواعظ” أو “الكاتب” في الشؤون الدينية، فالعالم بتعريف المفكر المغربي الراحل فريد الأنصاري” هو المقصود في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية في سياق الوراثة النبوية، وهو المخاطب الأساسي الذي يحمل رسالة التجديد في الأمة”[4].

لكن رغم محاولة الأدبيات المكتوبة من قبل العديد من العلماء أنفسهم لتحصين جسمهم العلمائي النخبوي من اختراق صفته من طرف النخب الدينية الأخرى، مثل عامة الفقهاء والدعاة والمثقفين الدينيين. فإننا نستشف صعوبة تحديد مفهوم العالم بدقة في الحقل الديني المغربي، إذ يظل مصطلحا ملتبسا من الزاوية السوسيولوجية لصعوبة ضبط معايير محددة وثابتة لتحديد من هو العالم الديني بالضبط في مغرب اليوم؟

وبعيدا عن التدقيق الاصطلاحي في تحديد من هو العالم؟ في الحقل الديني المغربي، تبقى للعلماء باعتبارهم موقعين عن رب العالمين حسب وصف ابن القيم الجوزية لهم في كتابه الشهير، أو “حراسا للإسلام”[5]ووسطاء في تفسير النصوص الدينية لعامة الجماهير المسلمة، ومسؤولين أخلاقيا وأدبيا عن تطبيق قيم الإسلام في بنيات المجتمع والدولة[6]، مكانة سامقة في النصوص القرآنية والحديثية، التي نستحضرها في هذا المضمار كمظهر لفهم وإدراك مخزون الاحترام والتقدير الذي تكنه قطاعات واسعة من المجتمعات الإسلامية، ومنها المجتمع المغربي لنخبة علماء الدين والشريعة.

نخبة العلماء في القرآن الكريم:

نجد في القرآن الكريم حضورا وذكرا لنخبة العلماء بمصطلحات مختلفة ومتعددة، تفيد عمق وثقل مسؤوليتها الدينية والعلمية والسياسية المركزية في النسق الاجتماعي الإسلامي، فهم بالتعبير القرآني المتسمون الأوائل بخشية الله سبحانه من سائر العباد، لادراكهم بالعلم عظمة الله وقوته، فقال تعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }.[7]

كما خصَ القرآن الكريم العلماء بمركز اعتباري مهم بصفتهم من “الذين يعلمون” والذين لا يمكن البتة تسويتهم وجعلهم في مرتبة سواء مع “الذين لا يعلمون”. لذا استنكر النص القرآني من لا يقيم لأولي العلم والعلماء اعتبارا في المنزلة فقال تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }.[8] وفي تأكيد على سمو منزلة العلماء في البناء الاجتماعي الإسلامي اختصهم الإسلام بعلو الشأن والرفعة، فقال تعالى في القرآن الكريم: { يَرْفَع اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }.[9]

ولا يكتفي القرآن الكريم بالتنويه بمنزلة العلماء فقط، وبمجرد تذكير عامة الناس بالاقتداء بهم والرجوع إليهم واستفتائهم في شؤونهم الدينية، بل يأمر النص القرآني بذلك بصيغة الوجوب الشرعي، وهو ما جاء في قوله تعالى{ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }.[10]

ومن ثم يعتبر بمقتضى الخطاب القرآني “أهل الذكر “– عموما – هم أهل العلم وأهل الاختصاص والدراية في مختلف العلوم والتخصصات المعرفية والتقنية، وفي مقدمة العلم المقصود في اللغة القرآنية نجد العلم بالشرع والعلم بالقرآن الكريم حفظا وتفسيرا، لأن الذكر هو أحد أسماء القرآن الكريم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ومن ثم، فالأمر القرآني بالرجوع إلى أهل الذكر وسؤالهم، والأخذ بأقوالهم خاصة في فقه الشريعة، هو تأسيس لمرجعية العلماء في مجتمع المسلمين.[11]

وللعلماء في القرآن الكريم مسؤولية معنوية مركزية في تبليغ وتبيان علمهم بتعاليم الإسلام للناس أجميعن حكاما ومحكومين، بمقتضى الميثاق الإلهي المفروض عليهم بقوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }.[12]

وقد اعتبر بعض العلماء كابن القيم[13] وابن العربي[14] والإمام الجويني[15] بأن المراد بأولي الأمر المذكورين في الآية الكريمة { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }.[16] هم العلماء الذين يعدون على الحقيقة أصحاب “الأمر” استحقاقا.[17]

واستنادا لهذا الدعم القرآني المؤيد لتأسيس مرجعية العلماء في المجتمع، ولمركزيتهم في التوجيه والتأطير، خاصة عبر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والافتاء والنصيحة، سعى العلماء عبر التاريخ الإسلامي إلى صوغ سلطة علمية متفردة عن السلطة السياسية، خاصة في عملية بلورة المفاهيم الشرعية في المجالات التي تعرف تقاطعا للمعرفي والسياسي كما حصل تاريخيا في تأسيس علم الكلام (العقيدة) وعلم الأصول.[18]

وفي قراءة عامة ومجملة لمركز العلماء في النص القرآني، نستشف سمو مكانتهم المعنوية بصفتهم الفئة المختصة في تعليم المسلمين أحكام الدين، وإفتائهم في الإشكالات المستجدة المرتبطة بحياتهم الاجتماعية،ثم لدرايتهم بالميكانيزمات العلمية في الاستنباط الفقهي والاجتهاد من النصوص الشرعية التأسيسية قرآنا وسنة، وهذا لا يعني بتعبير العالم المغربي مصطفى بنحمزة “بأنهم طائفة دينية تحتكر النظر في النص والاجتهاد على ما عليه الأمر في أديان أخرى، إنما يحظون بخصوصية وميزة للكفاءة العلمية والمعرفة والقدرة والتأهل لهذه الوظيفة، ومن ثم فالمجال مفتوح لكل من تأهل فصار من العلماء”.[19]

نخبة العلماء في نصوص الحديث:

اختص العلماء في دين الإسلام بميزة وراثة النبوة، وقد ورد تقرير ذلك في حديث نبوي مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر”[20] مما يمنحهم مهمة محورية إلى جانب الحكام وزعماء السلطة السياسية في العملية الإصلاحية والتغييرية في المجتمع الإسلامي، وهي القاعدة المنصوص عليها في الحديث النبوي الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: “صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس، العلماء والأمراء”[21] وتتبين من خلال هذا الحديث الشريف معادلة اجتماعية معتبرة توضح بالملموس: بأن الناس والجماهير تقتدي بالعلماء والحكام، وعلى قدر التصالح والتكامل بينهم يتحقق الصلاح.[22]

ولتميز الجسم العلمائي ضمن النخبة الدينية الإسلامية بتدبير المقدس الديني اليومي[23] بلغة ماكس فيــــــبر، خاصـــــــة على مستوى الفقه والشريعة، وضمان موافقة الممارسات التعبدية للمسلمين لهما؛ فقد كانت للعلماء المرتبة الدينيــة الفضلى على “العُبَاد” الذين يمارسون تدينهم بغير كسب علمي معتبر، وفي هذا السياق اعتبر الحديث النبوي “فضل العالم على العابد كفضلي  أي الرسول صلى الله عليه وسلم  على أدنى رجل من أصحابي”[24] كمــــــــا خـــــصَ الإسلام نخبة العلماء بالمرتبة الثانية بعد الأنبياء عليهم السلام في تراتبية الشفاعة في الآخـــــــرة، وذلك بقـــــوله عليــــــــــه الصلاة والسلام: “يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء”.[25]

وورد في النص الحديثي تحذير واضح للمجتمع الإسلامي من سيطرة الفوضى في الإفتاء وتسلم “الجهَال” مقاليد القيادة الدينية، للعواقب الوخيمة لذلك المؤدية للضلال وفقدان الاستقرار الديني والاجتماعي، فقال النبي عليه الصلاة والسلام في تقرير ذلك: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا (أي رؤساء) جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”.[26]

وهذا الحديث النبوي يؤسس لسلطة ومرجعية العلماء الفقهية والشرعية بدون أي لبس، بما يجعل من النخبة العالمة بمثابة الفئة المختصة في “الإفتاء بعلم” والشارحة للنصوص الشرعية الإسلامية للناس، بما يقيهم من الاضطراب والفوضى في حياتهم الدينية.

ويتأهل الفرد المسلم للانضمام إلى مصاف نخبة العلماء باجتهاده في “طلب العلم” والتمكن من أساسياته وجزئياته المرتبطة بالشريعة وأحكامها، من ثم كانت صفة العالمية متاحة لكل فرد في المجتمع الإسلامي يسعى لاكتسابها باجتهاده وتحصيله للعلوم الشرعية بمناهجها المعتمدة، إذ لا تكتسب صفة “العالمية” عن طريق الانتخاب أو المكافأة بالتعيين. ويتضح من الحديث النبوي، بأن العِلم الديني طريق يكتسب ويسعى لتحصيله، وليس منصبا كهنوتيا أووظيفة رسمية في المؤسسات الدينية، فقد قال عليه الصلاة والسلام “ومن سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب”.[27]

وقد اعتبر العلامة المغربي علال الفاسي بأن المقصود “بالطائفة المنصورة” كما هو المصطلح المعروف في الأدبيات الإسلامية، والواردة في الحديث: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك” هم العلماء المقتدرون الظاهرون بالقوة والحجة على مناصرة الحق[28]، كما استنبط علال الفاسي من المتن الحديثي ضرورة التنظيم، والتكتل لنخبة العلماء، إذ دعاهم “كأفراد الأمة المتعلمين المدركين لحقائق الأشياء والمتضلعين في المعارف الإسلامية وغيرها … أن ينضموا لبعضهم ليكونوا الطائفة المتعاونة على الخير وعلى الدعوة إلى الله، وعلى نشر السنة والذب عن الإسلام ودفع الشبه وتوضيح المتشابه، ومواجهة التيارات المختلفة بما يقتضيه الجدل القرآني والبرهان العقلي”.[29]

كما كشفت العديد من الأحاديث النبوية عن تأثر العلماء كغيرهم من النخب الاجتماعية بالمصالح والامتيازات غير المشروعة في إطار “الريع الديني” الممنوح لهم من قبل السلطات السياسية، مقابل توظيفهم -أي العلماء-للخطاب الديني في دعم هاته السلطات وأطروحاتها. وهو الانحياز السلبي الذي يجعلهم، بمثابة علماء السوء ووعاظ السلاطين، وجاء في هذا السياق حديث نبوي مروي عن علي بن أبي طالب كرّم  الله وجهه عن الرسول عليه الصلاة والسلام: “تعوذوا بالله من جب الحزن، قيل يا رسول الله وما جب الحزن؟ قال جب في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة، أعده الله للقراء المرائين في أعمالهم، وإن من شر القراء من يزور الأمراء[30]. كما نهت أحاديث نبوية مختلفة نخبة العلماء عن مخالطة الأمراء بالمعنى الذي يفيد خضوع العالم للحاكم وسلطته، وطمعه في الحصول على الامتيازات المادية والاعتبارية مقابل صمته عن واجب النصيحة وإبداء الرأي في الشأن العام ومسارات تدبيره وإصلاحه، فورد في الحديث الذي أخرجه المحدث الديلمي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، وإذا خالطهم الأمراء رغبوا في الآخرة”.[31]

ورغم هذا الحضور التشريفي والمناقبي للعلماء في النصوص القرآنية والحديثية باعتبارهم نخبة مستنيرة وقيادية في المجتمع الإسلامي، فإنهم لا يحظون في الإسلام بالعصمة والقداسة، باستثناء الطائفة الشيعية التي تقول بفكرة “الإمام المعصوم” الذي لا يناقش في أوامره وفتاويه لأنه سر الوحي وامتداد له، أما باقي المؤمنين بشريعة الإسلام فلا يعترفون لأحد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمانة على الوحي، أو احتكار الوساطة في تفسير النصوص والنطق باسم الشريعة.[32]

وبقراءة عامة لمركز العلماء في النصوص التأسيسية الإسلامية من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، نستشف بأنها تكرس لتميز سلطة العلماء المتسمة بطابعها الأخلاقي والرمزي، وبابتعادها عن أساليب القهر المادي والعنف، كما أنها تستمد قوتها وتأثيرها من تمسكها بصدق الكلمة وبيانها أي بوضوح المواقف ومبدئيتها، بالإضافة إلى التزام العالم[33] بقضايا شعبه وأمته المتمحورة اليوم حول قضايا التنمية والديمقراطية، وكذا إسهامه في سيادة قيم الكرامة وحقوق الإنسان في مؤسسات المجتمع والدولة.

ومن ثم فالنموذج المعرفي في الإسلام يؤسس لمثال “العالم العضوي” المرتبط بهموم الناس وقضاياهم، على اعتبار أن العلماء “هم القيادة الفكرية والتربوية والدعوية للأمة، وهم ضمير الشعب الذي يوجه ويسدد ويرشد من حيث أنهم نخبة”من الشعب يألمون كما يألم الشعب، ويتحسرون على ما تؤول إليه الأوضاع كما يتحسر الشعب”.[34]

ومن ثم يمكن تعريف العالم انطلاقا من استحضار أدبيات علم الاجتماع السياسي والديني، وبناء على معطيات الحالة المغربية بكونه: “الشخص الذي يمتلك المركز الاعتباري والسلطة الرمزية في المجتمع لتوفره على رأسمال العلم الشرعي أساسا”.


[1] – عبد اللطيف الهرماسي، المؤسسة الدينية في الإسلام موضوعا للدراسة بين التمركز على الذات وأسر النموذج الغربي  مجلة التسامح ،مرجع سبق ذكره ص  123. 

[2] – أحمد العماري، نظرية الاستعداد في المواجهة الحضارية للاستعمار: المغرب نموذجا، المعهد العالي للفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1997 ص  171.

[3] – محمد بن حسن الحجوي، الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي، المطبعة العلمية المدينة المنورة ،المملكة العربية السعودية ج 1 ، 1977 ص  2 – 3.

[4] – فريد الأنصاري، مفهوم العالمية من الكتاب إلى الربانية، منشورات رسالة القرآن رقم 9، الطبعة الأولى 2006، دار الكلمة للطبع والإشهار، الطبعة الأولى، مكناس ص  9.

[5] – مقتطف من عنوان كتاب للباحثة مليكة الزغل:

  Malika Zghal,Gardiens de L’Islam, Les Oulémas D’Alzhar dans L’egypte Contemporaine, Press de la fondation nationale des Sciences politiques. Paris 1996

[6] –  Ibid pp : 17-22

[7] – سورة فاطر، الآية: 28.

[8] – سورة الزمر الآية: 10

[9] – سورة المجادلة الآية: 11.

[10] – سورة النحل الآية: 43.

[11] – أحمد الريسوني، مؤسسة العلماء في الإسلام من التأصيل إلى التفعيل، ضمن أشغال ندوة دور العلماء في المجتمعات الإسلامية. منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية سلسلة الندوات رقم 13 النجاح الجديدة 2001 ص  15.

[12] – سورة آل عمران الآية: 187.

[13] – ابن القيم الجوزية، إعلام الموقعين عن رب العالمين، سلسلة مكتبة ابن القيم2، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع. الدمام. المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 2005 ج 1 ص  10.

[14] – أبو بكر بن العربي، أحكام القرآن، تحقيق علي محمد البجاوي، بيروت، دار المعرفة دار الجيل 1987 ج 1 ص  452.

[15] – أبو المعالي عبد الملك الجويني، غياث الأمم في التياث الظلم، تحقيق عبد العظيم الديب. الطبعة الثانية، الدوحة، منشورات المحاكم الشرعية والشؤون الدينية  1980.

[16] – سورة النساء الآية: 59.

[17] – الجويني، غياث الأمم في التياث الظلم مرجع سبق ذكره ص  59.

[18] – عبد المجيد الصغير، الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام، دار المنتخب العربي، بيروت 1994 ص  11.

[19] – حوار مع مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي بوجدة مع مجلة الفرقان عدد: 32 سنة 1426 / 2005 ص 621.

[20] – رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة، وابن حبان عن أبي الدراداء، وصححه المحدث المعاصر الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم: 6297.

[21] – أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، ورواه ابن عبد البر في الاستذكار.

[22] – أحمد الفراك، رسالة العلماء في الإسلام بين الواجب والواقع، مجلة منار الهدى عدد خاص حول العلماء والسلطة بالمغرب العدد 15. 2010 ص 23.

[23] –  Max Weber , Economie et société. Op.cit. p : 451

[24] – رواه الترمذي.

[25] – مذكور لدى الحافظ المحدث ابن عبد البر المالكي الأندلسي في كتابه “جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله”، تحقيق فواز أحمد زمرلي، نشر مؤسسة الريان ودارابن حزم. بيروت، الطبعة الأولى 1424 هـ ص 37.

[26] – رواه الشيخان البخاري ومسلم.

[27] – رواه أبو داود والترمذي.

[28] – علال الفاسي، مهمة علماء الإسلام، محاضرات وأبحاث علال الفاسي، سلسلة الجهاد الأكبرعدد 16، مؤسسة علال الفاسي، مطبعة الرسالة، الرباط 1988 ص 41.

[29] – نفس المرجع.

[30] – رواه الطبراني في كتاب الدعاء، ص 411

[31] – ذكره المحدث السخاوي في كتابه المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المنتشرة على الألسنة ص 698

[32] – أحمد الخمليشي، دور العالم في المجتمع الإسلامي بين الواقع وما ينبغي أن يكون؟، ضمن ندوة: دور العلماء في المجتمعات الإسلامية، منشورات الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية رقم 13 مرجع سبق ذكره ص 25.

[33] – امحمد جبرون، سلطة العلماء، على سبيل التأسيس، مجلة الفرقان العدد: 52، 1426 / 2005 ص 22.

[34] – مقابلة مع عبد العلي مسؤول، خريج القرويين وأستاذ القرآن الكريم وعلومه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس،وعضو الاتحاد العالمي والمسلمين، بتاريخ فاتح ماي2011 بمدينة فاس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق