المختصر في وسائل المقاومة(عبد الرحمن القاطي)
سيظلُّ أمر الله إلى “الكافّةُ من الناس” بالدخول في “السّلمِ كافةً”، وسيظل بعضٌ من هذه الكافّة -حين يُغتصَب له حقٌّ ماديٌّ أو رمزي- مأموراً بالدخول في الحرب والقتال بطريقته ووسائله.
النقاشات الدائرة عن جدوى طريقة المقاومة، ووسائل المقاومة؛ حين تخرج عن التَّخْطيء والتصويب إلى التكفير والتخوين؛ تكون قد صارت جزءاً من مطالب العدو، وضمن مكاسبه.
لكن على الجانب الآخر؛ مَن لا يرى أن احتشاد ثلثي المغتصبين الصهاينة في الملاجئ وتلاعب المقاومة بزمن الخروج منها والدخول إليها، وتوقف المطارات واتساع بيانات الخسائر لدى الكيان المحتل المَرّة بعد المَرّة …؛ بمثابة {توازنٍ للرُّعب} بين الطرفين حين اختل توازن القوة (ووظيفة القوة ؛ ليست سوى بث الرعب لسلب حق أو استرجاعه)؛ فهذا لو أخبرتَه أن المقاومة أمّمَتْ مُفاعل دَيمونة وسجلته باسمها؛ فلن يصير الخَبَر لقاحاً لِشُكوكه المستفحلة.
هذا؛ حين يتعلق الأمر بالشّاكّين من الغيورين -صِدقاً- على دماء الفلسطينيين هنا وهناك (وهم كُثرٌ للأمانة)؛ أما حين يتعلق الأمر بالمتباكين في العَلَن مِن باعة ضمائرهم تحت يافطة “الإبراهيمية” و”السّلم” و”مقاصد حفظ النفوس”؛ وهم في الخفاء (المفضوح) يمثلون المُمَول الحَصْري للباس العدو، وغذائه، وعتاده، وحفلاته تحت يافطة الاستثمار، تأميناً لمقاصد “حِفظ الكرسي”؛ فهولاء لهم منا خالص الدعاء أن يأخذ الله على أيديهم وخزائنهم.