تعد الموسوعة الموسومة بــــ(رواد الإصلاح في المغرب خلال القرن العشرين)، وثيقة قيمة توثق لمحطة مهمة من تاريخ المغرب، وتكشف قائمة فسيفسائية من نساء ورجال المغرب، أمازيغ وعرب ويهود، فمنهم الأستاذ والواعظ والمرشد، والمؤرخ، والوزير، واللغوي، والأديب، والديبلوماسي، والفقيه، والثائر، والمناضل، والصوفي، و الحزبي، وعالم المستقبليات، والسلفي، والليبرالي، والاشتراكي، واليميني واليساري….كل من موقعه ساهم في خلق ديناميكية و حركية إصلاحية على المستوى الفكري والشرعي والسياسي والقانوني، والاجتماعي، واللغوي والأدبي…
لقد ساهمت هذه الموسوعة في نشر أفكارهم واقتراحاتهم – التي شكلت لبنة أساس في بناء صرح مجتمع مغربي يتحرك صوب المستقبل؛ رغم اختلاف توجهاتهم وتنوع تطلعاتهم- انطلاقا من وعي عميق بمبدأ مفاده قول الله تعالى:” ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”(سورة البقرة/الآية251).
استطاعت هذه الموسوعة التجوال بين مغرب المغرب وشرقه وشماله وجنوبه، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الآلة المغربية تتحرك في كل الاتجاهات والجهات، لتحصين الوطن وتقويته، مما مكنها من صناعة نموذج خاص بها منحها البهاء والسحر وقوة الصمود.
وصفوة القول إن هذه (الموسوعة) شكلت نوعا من ثقافة الاعتراف والانصاف، ونافذة مطلة على الرأسمال اللامادي للمجتمع المغربي قاطبة؛ فهي حجة في بابها، عذبة المورد، كثيرة المياه لكثرة منابعها، وزينة للناظرين والمتدبرين، ومصدر فخر وعز ووقار، وموطن عبرة، وذكرى ” لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد” (سورة ق/ الآية 37).
