ميتافيزيقا التطبيع (ابو يعرب المرزوقي)
أعلم أن الكثير سيعجب من هذا العنوان.
والأكثر سيسخرون منه.
ولن أعجب من الموقفين لأن الكل لا يرى في المسألة إلا القضية السياسية: تطبيع العرب مع إسرائيل التطبيع الذي جعله اليسار والقوميون أداة احراج سياسي للإسلاميين رغم أن جل مستعمليه هم أكثر الناس “تطبيعا” لأن اليسار ذو علاقة أصلية معلومة لا تستثنيه بل توجبه.
لذلك فمحاولة فرض وضعه بندا في الدستور لم تكن التوريط السياسوي الوحيد.
رغم عدم تحققه من بين الكثير منها التي جعلت الدستور يصبح غير صالح لحكم بلد ليس له ثقافة ديموقراطية عريقة وصاغه “متعلمو الحجامة في رؤوس اليتامى”.
وهو وصف لم انتظر المتكلمين على تعديله لأحتج به وأدعوا لرفضه منذ البدء.
وإذا كانت التوريطات الأخرى تتعلق بمسائل كونية هي مسائل الحريات والحقوق فإن مسألة التطبيع تتعلق بأمر يظن خاصا بعلاقة العرب بالصهيونية التي يدور الكلام على التطبيع معها تسليما بوجود فرق بين الصهيونية ومن ما يزالون على عقيدة الخرافة القائلة بـ”شعب الله المختار”.
وإذا كان الكثير يعجب من الكلام على ميتافيزيقا التطبيع فليتذكر ما يسمى بـ”المسألة اليهودية” في أدبيات الفكر الغربي عامة والماركسي خاصة.
ذلك أنه لو كان الغرب قد “طبع” مع من يعتقدون أنهم “شعب الله المختار” لما وجدت قضية فلسطين أصلا.
فلا يخفى عن أحد أن المبرر الأقوى الذي يستعمله صانعو اسرائيل من عدم هو “الهولوكوست”.
وهو غاية ما وصل إليه فشل التطبيع في أوروبا بحيث يمكن اعتبار وجود اسرائيل علته عدم التطبيع الغربي.
ومن ثم فهو “تهجير” يهود الغرب إلى الشرق أو اعادتهم إلى ما يعتبرونه موطنهم الأصلي.
فالغرب طردهم ليرتاح منهم أو هم سعوا لكي يطردهم الغرب- ولو في شكل أداة استعمارية يحتاج إليها لم تنتظر نهاية القرن التاسع عشر بل بدأت مع مشروع لايبنتز لضرب الخلافة- فرصة ليستعيدوا دولة داود بعقلية يتقاسمونها مع من يزعمون الكلام باسم “اسرة الله المختارة” عند الملالي: استعادة دولة امبراطورية الأكاسرة.
وعودتهم إلى الشرق كان يمكن أن تكون معقولة دون أن تكون مقبولة لو تم اثبات أن اليهود الشرقيين هم من عاد من الغرب إلى فلسطين: وهي كذبة لأن ما جاء منه لا علاقة لهم بيهود الشرق.
فما نعلمه هو أن جل يهود الغرب هُجروا مع المسلمين إلى الشرق منذ حروب الاسترداد.
لكنهم بتنكر للجميل الإسلامي انحازوا إلى الغرب كلما سنحت لهم الفرصة ليحققوا رؤية “شعب الله المختار”.
وحينئذ يطرح السؤال الطبيعي الذي لا يحتاج إلى عميق فكر: هل يقبل من يعتقد أنه شعب الله المختار التطبيع أي الاندماج في الشعب الذي يوجد فيه من دون أن يحقق هذه الغاية أي من دون أن يصبح في منزلة “شعب الله المختار” فيسيطر على القرار السياسي والاقتصادي والثقافي ويجعل الشعب الذي يحل فيه جوهيم عنده؟
ولعل أول من عبر عن ذلك صراحة الجنرال دوجول في كلامه على دورهم في فلسطين. فلتأخذهم في أي بلد من العالم وبالذات في أمريكا هل يمكن الآن تصور شيء ذا دلالة سياسية أو اقتصادية أو ثقافية في داخل أمريكا أو خارجها مما له أهمية يمكن تصوره قابلا للحصول إذا لم يكن في خدمة لوبياتهم أولا وإسرائيل أخيرا؟
هل يوجد حزب أو إعلام أو بنك أو سيطرة على المخيال الشعبي في ما يسمى أبداعا فنيا أو خاصة ما له سلطان على الأنسان من حيث هو حيوان أي المائدة والسرير أو بصورة عامة أي شيء ذو قيمة ليس لهم فيه اليد الطولى؟
فما يعجب له الكثير في سلوك ترومب علته الجهل بهذه الحقيقة. وهي علة بينة حتى بمن يمثل هذه اللوبيات في كل المؤسسات التي تقرر هذه السياسات.
إذ يكفي أن تنظر في طاقم البيت الأبيض أو في سلوك قادة الشيوخ أو قادة النواب أو ما شئت من المؤسسات التي بيدها الحل والعقد.
فمن يفهم معنى القوة لا يراها في القوة المادية المباشرة مثل العسكر أو ثروة الصدفة التي لا يتحكم فيها من يزعمون أنفسهم أصحابها إلا بوصفهم مجرد خدم عند أولئك.
فهم طغاة ضد الشعوب عبيد عند من يعينهم ويحميهم في هذه الوظيفة. ذلك أن سادة العالم لا يهتمون بالقوة المباشرة بل يكفيهم التحكم فيها عن بعد: يتركون القوة الخادمة لأنهم يمسكون بالقوة المخدومة. وهذا النوع الثاني هو الوحيد الذي يؤمن به الحمقى والأجلاف من الأعراب الذين يطبعون بمعنى يقبلون منزلة الجوهيم عند من يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار.
الآن يبدأ الكلام في ميتافيزيقا التطبيع. مشكلنا مع إسرائيل ليس التطبيع الذي تريده لأنها تؤمن بالمقابلة شعب مختار جوهيم بل “التطابع” الذي نريده لأننا مسلمون نؤمن بأن البشر اخوة ومتساوون ونستعمل المشاركة في فعلي الإنسان الذي يؤمن ويعمل العمل الصالح:
• التواصي بالحق في النظر والعقد الممكنين للإنسان من حيث هو إنسان وهو الاجتهاد المعرفي
• التواصي بالصبر في العمل والشرع الممكنين للإنسان من حيث هو إنسان وهو الجهاد القيمي.
فلسفتان ورؤيتان لا يمكن أن يفهم الفرق بينهما نخب التخلف التي تسمي نفسها “ديموقراطية” و”تنويرية” وهي في الحقيقة من فضلات الاستعمار ويسمون في الجزائر “حركيين” ويسمون في تونس “صبايحية”. ولا يخلو منهم بلد عربي.
سل أي إسرائيلي هل تريد أن تكون متطابعا مع أهل الإقليم؟
ولا تنتظر الجواب منه.
اطرح نفس السؤال عمن يتكلمون على النمط الاجتماعي التونسي أو النموذج الحضاري التونسي وسيأتيك الجواب الذي يغنيك عن جواب الاسرائيلي لأنه مستوحى منه أو متأسس على نفس الرؤية القيمية.
وذلك هو في الحقيقة الوجه الثاني مما يسمى المسألة اليهودية في الادبيات الفلسفية الأوروبية. فمسألة عبيد “البيي نوار” أعني الحركيين في الجزائر والصبايحية في تونس -وفي كل بلاد العرب تجد هذين النوعين من المستلبين ويسمون أنفسهم “نخبا حداثية” هي عين المسألة اليهودية في الغرب: أقلية تريد السيطرة على الشعوب وترفض الاندماج فيه ومنها ما يشيه الجيتوات.
إنه عين جواب هيجل في ما يسميه صراع أرواح الشعوب. وتعينه التاريخي تمثله فلسفة الاستعمار في تعامله مع الأنديجان. وليس جواب الحركيين والصبايحية ولا جواب إسرائيل في تحديد موقفها من أهل الاقليم مختلفين عنه.
ينبغي أن يخلع التونسيون من ذواتهم الحضارية حتى يطبعوا مع السيد الذي يرى نفسه شعب الله المختار لأنه يتشبه بالمستعمر الذي عامل أجدادهم هذه المعاملة وغالبهم كانوا من نوعين:
إما ممن كان خادما لدولة الحماية (بعض الحداثيين من البلدية).
أو ممن كان اهلهم خماسة عند المعمرين (بعض اليساريين من الأفاقيين).
ومن هؤلاء خاصة عادة تسمع عبارات ذات دلالة على هذه الرؤية من جنس “ما يشبهولناش” أو “دمهم اسود وليس احمر” أو ما يهمش يموت منهم عشرون ألف من أجل استعادة السلطان الشعبي منهم.
وعليه فلا دور لهم غير الخضوع لنا وخدمتنا وهو معنى “الجوهيم” في التوراة.
لكن ميتافيزيقا التطبيع تثب استحالته حتى بين الذات وذاتها ناهيك عنه بين المختلفين بالطبع اختلافا يعتبره القرآن من آيات الله وعلامات ثراء الوجود.
فحتى في الأسرة وحتى في نفس الجماعة ناهيك عنه بين الأقلية والاكثرية في الجماعات المتعددة وأخيرا بين الحضارات والشعوب يستحيل توحيد الطبائع ليحصل التطبيع.
ولهذه العلة وضع القرآن مفهوما بديلا هو الوحيد الممكن. ويمكن تسميته اصطلاحا بالتطابع إذا صح أن نترجم به التعارف القرآني وفيه المعرفة والمعروف مع المشاركة في الصيغة اللسانية. وقياسا عليها وضعت مفهوم التطابع.
ففي فلسفة هيجل التي تقول بالصراع بين السيد والعبد اساسا لفلسفة صراع ارواح الشعوب- الذي صار حديثا صراع الحضارات- غاية ما ينتهي إليه الأمر هو ما يسميه الاعتراف الذي ينهي الصراع بين السيد والعبد بعد حصول انقلاب العلاقة.
وهذه كذبة مضاعفة لأنه إذا كان قانون الوجود هو الصراع الجدلي فلا يمكن أن يتوقف ليحصل الاعتراف: القانون الطبيعي لا يتوقف. وفي حالتنا فالاستحالة ثابتة على الأقل تاريخيا -وهو معنى وجود المسألة اليهودية التي نتجت عن عدم تطبيع الغرب مع اليهود.
عدمه في الغرب متقدم على عدمه في الشرق-رغم أنه يمكن اثبات الاستحالة في كل الحالات لو كان قانون الجدل صحيحا. لكني سأكتفي بحالتنا.
فمن يعتقد أنه شعب الله المختار لا يعترف بغيره أبدا وهو أول الرافضين للتطبيع لأنه لا يقول بالتطابع.
ومن ثم فلا يمكن لأحد أن يطبع معه ولا يريد أن يطبع الناس معه بل يريد أن يخضغوا لما يعتبره فرقا طبيعيا بينهم وبينه.
وإذن فالمسألة ليست بيننا وبين إسرائيل فحسب بل هي موجودة كلما وجد القول بالتأسيس على اخضاع الطبائع بعضها إلى البعض. وهو قانون طبيعي وليس خلقيا. مثل التطابع الذي هو غاية التعارف. لذلك فالظاهرة توجد في نفس الجماعة كذلك.
وهي فينا بين أهل البلد الاصليين والمستلبين منهم ممن صاروا يعتقدون أنهم يمثلون النموذج الاجتماعي التونسي لأن الاستعمار مكن لهم حكمهم بقانون القوة نصف قرن. لذلك فمن يزعمون رفض التطبيع “مع إسرائيل” كاذبون بخصوصها وصادقون بخصوص شعبهم .
هم في الحقيقة مثل الصهيونية ومطبعون معها لكنهم يرفوضون التطبيع مع من صاروا يعتبرونهم دخلاء ويريدونهم أن يبقوا جوهيم. وهم مثل إسرائيل نموذجهم فهي التي ترفض التطبيع مع الاقليم وتريد من الإقليم أن يطبع معها بمعنى أن يقبل منزلة الجوهيم عند “شعب الله المختار”.
ما هو الحل القرآني للإشكالية؟ أولا نفي كل إمكانية للتطبيع لأنه ظاهرة طبيعية. والعلاقات البشرية ظاهرة خلقية وليست طبيعية فحسب وهي بالخلقي تتجاوز الطبيعي. ومن ثم فهو يعوض التطبيع بالتطابع: وهو مفهوم ينطبق في كل المستويات التي تتضمن التعدد:
1. في مستوى الفرد مع نفسه.
2. وفي مستوى الأسرة بين طرفيها.
3. وفي مستوى الجماعة مع مكوناتها (شعوبا وقبائل).
4. وفي مستوى الجماعات المختلفة.
5. وفي مستوى الإنسانية.
فالفرد بخلاف ما نتوهم لا يستطيع أن يطبع مع ذاته بل هو في سعي دائم للتطابع معها.
فإرادته تختلف عن علمه وهما يختلفان عن قدرته وثلاثتها تختلف عن ذوقه وكلها قد لا تتطابق مع رؤيته. لذلك فهو في تنازع دائم بين ذاته وذاته وتلك هي المعرفة الخلقية في كل ذات: ومن ثم فهو سعي تطابعي وليس تطبيعيا.
بعده الخلقي يتمثل في ما يحاوله من تحقيق لمفهوم التعارف الذاتي بمعنى معرفة ذاته (قضية ابستمولوجية) وبمعنى التعامل بالمعروف مع ذاته (قضية اكسيولوجية) حتى يتعايش معها.
وذلك هو الفرق بين الإنسان الطبيعي وهو الحيوان فيه والإنسان الخلقي وهو ما به يرتقي إلى منزلة الإنسان الوجودية.
لو اتبع الإنسان طبيعته دون هذا الجهد الخلقي لكان حيوانا لا ينطبق عليه إلى ما قالت فيه الملائكة.
والأسرة لا يمكن للزوجين أن يتعايشا بتطبيع المرأة مع الرجل أي بإخضاعها لقوته العضوية فتكون الأسرة حربا بين حيوانين أو بتطبيع الرجل مع المرأة أي بإخضاعه لقوتها الروحية فتكون حربا بين خداعين.
الأسرة تكون أسرة بالتعارف شرطا في التطابع أي تحقيق كل من الزوجين “تغييرا” ذاتيا في طبعه بالمعرفة والمعروف حتى يصبح كل منهما قادرا على التعايش مع الأخر.
وهذا شرطه نفي كل تفاضل يتجاوز التقوى بمعنى احترام القانون الذي بمقتضاه تتكون الأسر وهو قانون التعاقد في الإسلام.
والقرآن يتلكم على تطابع الفرد مع ذاته. وهو جوهر الاخلاق من حيث هي وازع ذاتي. وفي تطابع الزوجين من حيث هو قانون التعاقد الذي لا يدوم من دون المودة والمرحمة والسكن.
وفي تطابع الجماعات (القبائل والشعوب الحجرات 13) بالتعارف وفي تطابع الانسانية بالأخوة البشرية (النساء 1).
ولذلك فالتعدد عنده آية من آيات الله ولا وجود لتفاضل غير التقوى أي احترام القانون شرط التعارف.
وختاما فالمشكل مع إسرائيل ليس التطبيع بل التطابع. هي التي ترفض التطابع وتريد التطبيع في اتجاه واحد مثلها مثل المستلبين منا الذين يرفضون التطابع مع شعوبهم.
اسرائيل تريد كما يريدون هم أن يكونوا شعب الله المختار وأن نكون نحن الجوهيم عندهم. ولذلك فكل الذين ترونهم مرتمين عليها في ما يسمى بالصفقة مطبعين بهذا المعنى أي إنهم قبلوا بمنزلة الجوهيم عند من يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار. ولنا في ذلك دليلان:
1. هل يوجد يهودي واحد من يهود الشرق لم يمل إلى المستعمر الغربي عندما يحتل أي بلد من المشرق والمغرب الإسلاميين فيتجنس بجنيسته؟
2. هل يوجد “مستلب” واحد من “الحركيين” أو قوادة الاستعمار من العرب في المشرق أو في المغرب لم تكن غاية مناه أن يتجنس بجنسية مستعمر بلاده ليكون في خدمته نائبا عنه في الاستعمار غير المباشر ويصبح ممن ينصبهم المستعمر لحكم محميته؟
تلك هي علة كلامي على ميتافيزيقا التطبيع. فنحن أمام رؤيتين وجوديتين مطلقتي التقابل:
1. رؤية عباد الله كما تحددها عقيدة سلام الأخوة البشرية والمساواة بينهم في النساء 1 والحجرات 13 وبمقتضاها نؤمن باستحالة التطبيع لتعدد الطبائع ونعوضه بالتطابع بين الاحرار فرديا وأسريا وجماعيا وإنسانيا.
2. ورؤية عبيد العجل كما تحددها عقيدة حرب السيد والعبد بين شعب الله المختار والجوهيم. ولنا منها مثالان هما علة المسألة اليهودية في الوجه المنفعل والمسألة الاستعمارية في الوجه الفاعل. وما عند المستلبين منا يجمع بين الوجهين: في آن مسألة يهودية ومسألة استعمارية أي قعدة مركبة. وذلك هو حال المطبعين في خدمة الصفقة الكبرى من الأعراب المعادين لشعوبهم وثورتها.
ولا فائدة من هذه المحاولة إذا لم نبين القصد من وصفها بالميتافيزيقية أي إذا لم نبين القانون الذي تجري بمقتضى أحكامه الطبيعية باعتباره ما وراءها معللا لكون مجراها هو ذلك المجرى دون سواه من المجاري الممكنة عقلا:
1. فالسلطة لا تكون مباشرة سلطة على الكثرة بل هي سلطة على قلة تجعل أداة السلطة على الكثرة. وإذن فالسلطة الأعلى تحتاج إلى سلطات وسطى تسيطر على سلط متدانية لتشمل الكل.
2. لذلك وجدت اللوبيات والنخب والأدوات التي من جنس “حكام” المحميات العربية المطبعة بمنطق السيد والعبد أو بمنطق شعب الله المختار والجوهيم.
3. ولكن ذلك لا يكفي إذ إن السيطرة على الكثرة تحتاج إلى أداتي السيطرة على الإنسان عامة ولا يكون ذلك إلا بالسيطرة على المائدة (الغذاء) والسرير (الجنس).
4. والسيطرة عليهما تكون بهما أداتين وبما هو أداتهما أي ببعدي العجل: رموز الأموال ورمز الأقوال. والأول هو العملة (الذهب في العجل) والثاني هو الكلمة (الخوار في العجل). وتلكما هما علامتا السيطرة على الاقتصاد والثقافة. والاول للسيطرة على الإرادة الفعلية. والثانية للسيطرة على الإرادة المخيالية.
5. وهذا هو دين العجل وهو أساس البنية العميقة لنظامي الحكم الثيوقراطي باطنا والانثروبوقراطي مظهرا في الرؤية المبنية على فكرة تقسيم البشر إلى شعب الله المختار والجوهيم (الصهيونية) أو إلى أسرة الله المختارة والنواصب (الصفوية).
والأمة توجد اليوم بين فكي كماشة هما ذيلاهما وأدواتهما: مافيات روسيا ولوبيات أمريكا وعبيدهم من الأعراب. تلك هي ميتافيزيقا التطبيع التي حاولت بيان أسرارها التي ليست سياسية فحسب بل هي خلقية بالأساس.