نبش في الذاكرة وتأريخ لإرث الرواد..مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية يسلط الضوء على المشروع الإصلاحي للمفكر علال الفاسي.
نظم مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية ندوة علمية عن المفكر علال الفاسي رحمه الله، ضمن سلسلة الحلقات الفكرية التي دأب المركز على إقامتها، لتعميق النظر في مضامين “موسوعة رواد الإصلاح في المغرب خلال القرن العشرين”.
استهلت أشغال الندوة بكلمة تقديمية لمنسق الندوة ومسيرها د. هشام لعشوش، أبرز من خلالها عن القيمة العلمية للموسوعة، كونها أضحت وثيقة تأريخية فارقة ومتفردة، ضمت أزيد من ستين شخصية وطنية مغربية، مؤكدا أن المركز أرادها لحظة اعتراف بجهود هؤلاء الرواد الذين تركوا إرثا إصلاحيا، سعوا من خلاله إلى جبر كسر الوطن وترميم أعطابه، ومعالجة ما واجهه من عقباتٍ وتحديات، فضلا عن إعادة رسم ملامح مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، سعيا وراء إجاباتٍ لأسئلة الإصلاح، كما صاغها هؤلاءِ الرواد، بكل ما تحمله كلمة إصلاح من دلالات ومضامين ورؤى، متنوعة المشارب، متعددة الخلفيات.
وقد أكد أيضا أن دواعي اختيار المفكر علال الفاسي في هذه الندوة، كونه يعد من رجالات الوطن الذين بصموا تاريخ المغرب الحديث ببصمة خاصة، فالرجل وإن ٱختلف كثيرون حول منهجهِ وتصوراتِه ومواقِفه وأفكارِه، فقد اتفق الجميع على أنه واحد ممن أثروا في تاريخ المغرب الحديث، مؤسسا لمسار إصلاحي وجب الوقوف عنده والتعريف به.
المداخلة الأولى تفضل بتقديمها د. اسماعيل الحسني، أستاذ جامعة القاضي عياض، بعنوان “التوجه المقاصدي إلى الإصلاح عند الأستاذ علال الفاسي”، خصصها لبيان المنهج المقاصدي لعلال الفاسي، من خلال تتبع فكره وممارساته الاجتهادية.
المداخلة الثانية، فقد فقد صرفت للدكتور جمال لعسري، الناشط السياسي والنقابي، وعضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، تحدث فيها عن رؤية علال الفاسي لتحديد التعاقد الاجتماعي في الدولة الحديثة، مركزا على بعض مرتكزات النظر السياسي، وبنية التعاقدات الاجتماعية وطبيعتها عند الرجل، كما أشار إلى سبقه للمطالبة بممارسة ديموقراطية حقيقية.
ولما كان علال الفاسي قد ترك بصمة واضحة، وأثر بشكل كبير في العديد من اختيارات الدولة، فقد عبر د. رشيد بنعمر أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بمكناس، ورئيس مركز الدراسات التاريخية للقضايا السياسية والاستراتيجية، ونائب رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان، في مداخلة ثالثة، عن جوانب من ديبلوماسية علال الفاسي حول القضية الوطنية، معززا شهادته بذكر بعض الأمثلة لاختيارات ومواقف الرجل الدبلوماسية.
أما المداخلة الرابعة والأخيرة فقد وضعت بين يدي د. عبد الرحيم خطوف، المتخصص في قضايا الفكر الإسلامي المعاصر، عالج فيها أهم مطالب الإصلاح في تصور علال الفاسي.
وفي الختام عبر مسير الندوة د. هشام لعشوش عن جميل شكره وعرفانه لكل الحاضرين، وكذا المتتبعين عبر صفحة المركز، كما أشاد بالجهود الطيبة التي بذلها المشاركون للإجابة عن الأسئلة الإصلاحية في مشروع المفكر علال الفاسي، دون أن ينسى تقديره للقائمين على أعمال المركز وعلى أنشطته العلمية والثقافية.