إن الشعر هو المنَفذُ الذي يعبر بواسطته الشاعر عما يخطر بباله، وهو الميدان الذي يجول فيه الشاعر بخياله الواسع في زقاقه والجلوس في شواطئه، دون أن يقول له صانعوا الحدود المصنوعة من أبناء جنس واحدٍ: أين تذهب؟ وماذا تريد؟ وما جنسيّتك؟ وأين أوراقك الرسميّة وجواز سفرك؟ وهو المرآة التي يرى فيها زوايا الحياة بألوان متعددة.
فالشعر يعد بطاقة تعريفٍ لأقوام عدّة، منها القوم الكوردي، فإذا لم يسامحهم القدر بأن يضعوا بصمتهم في التاريخ الإنساني في مجالات عدّة، فإنه أعطى الكورد ميزة في إثبات قدرات أبنائه في ميدان الشعر والأدب.
“يعتبر الشعر الكلاسيكي الكوردي ميدانا رحباً فسيحاً يزدهر بفرسانه، وحديقة غناءً معطاءً معطرة بصنوف الأزهار والأوراد، لا.. بل هو أرحب المجالات وأكثرها مجلبة لانتعاش الروح والقلب والنفس لكل من يروم الارتياد والورود، فيضم الميدان الكلاسيكي من ضمن ما يحتويه الكوكبة الأكثر إشعاعاً من بين شعراء الكورد، والأعلى شموخاً وسموقاً بينهم، كما يمتدّ هذا الشعر على مساحة زمنية كبيرة إذا قيس تاريخ شعرنا الكوردي بحساب المسافات والمساحات، فحينها لايترك الشعر الكلاسيكي لغيره من المذاهب والأنواع والصنوف إلا مساحة قصيرة ومساحة صغيرة تكاد أن تضيع عن عين الرائي والناظر، إذا قيست بمساحة الشعر الكلاسيكي”([1]).
فهذا الميدان الواسع وهذه المسافة الطويلة قلّما يجد الناظر فيه مساحة خالية عن ذكر الرسول a ووجود اسمه والتبرك بمدحه، لذا قام الباحث بذكر نماذج من مدح الرسول a ومكانته فيه، لأنه من غير المقدور في بحث أو بحثين أن نحتوي هذا الكم الهائل من الشعر الكلاسيكي الكوردي أو أنواع جديدة من الشعر الذي مدح الرسول a ووصفه ووصف حياته وخلقه وفلسفته للحياة، وكذلك من غير المقدور أن يصف باحث مدى محبة شعراء وأدباء الكورد للرسول a وصحابته وآل بيته، التي عبروا عنها بأسلوب أدبي رائع، لم يقتصر التعبير عن هذا الحب على الرجال بل هناك نساء تركن لنا آثاراً تدلّ على مكانة الرسول a في قلوبهن.
لذا اختار الباحث نماذج من الشعراء ذكوراً كانوا أو إناثاً،من اللهجات الكوردية المختلفة منهم:
– (عبدالرحيم التاوكوزي) المشهور بــ (مولوي) اللهجة الهورامية
– (ملا محمد البلخي) المشهور بـ(محوي) من اللهجة السورانية
– (ملا أحمد الجزيري) المشهور ب(ملاي جزيري) من اللهجة الكرمانجية
– (ملا مجمود بيخود) المشهور بــ (بيخود)
ومن الشاعــرات:
– (زينب خان) المشهورة بــ (حــزينة)
– (زينب البرزنجي) المشهورة ب(كجه كورد)
ونكتفي بذكر نبذة من حياة هؤلاء الأفاضل، وذكر نماذج من أبيات شعرية التي تدل على عمق مكانة الرسول a لدى أدباء الكورد.
عبدالرحيم التاوكوزي ــ المشهور بــــ (مولوي)
هو السيد (عبدالرحيم بن سيد شريف بن سيد محمود) يصل نسبه إلى الشيخ العلامة (أبوبكر ) المشهور بــ (المصنف الجوري)، ولد في قرية (سةرشاتة) من محافظة (السليمانية) في حدود سنة 1225 هـ .
بدأ دراسته عند والده، ثم سافر إلى كوردستان ــ إيران، وأخذ بعض العلوم العقلية والنقلية هناك، ثم رجع إلى (السليمانية) وبقي بها مدّة عند العالم الجليل (الملا عبدالرحمن النودشي) المفتي هناك، وتخرج عليه وأخذ إجازة التدريس، ثم رجع إلى (الشهرزور) وأقام في قرى كثيرة للتدريس، حتى وافاه الأجل سنة 1300هـ، ودفن في تلّ به قبر أحد أصحاب رسول الله a، وكان يدرس بحسب الإمكان، وله عدّة تأليفات، منها: منظومته (الرجزية) في أصول الدين، وتحتوي على 2031 بيتاً بالعربية([2])، ومنها منظومته الكوردية، المسمّى بـ(العقيدة المرضية) وعلى تسميتها حكاية من باب الكرامة وهي: أنّ الرسول a ارتضاها، وهي نحو ثلاثة آلاف بيت في العقائد.
وله مكاتيب مفيدة و ديوان غزليات كما له منظومة عقيدة فارسية، من ألطف الأدبيات الفارسية([3]) .
مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم في أشعاره:
ليس غريباً أن يكون لدى عالم بمكانة “المولوي” عمق وفناءٌ في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو نفسه الذي تمسك على يد شيخٍ و سار على نهجه فكيف بــحبّه وتمسكه بحبيب شيخه ودليله وسيده وسنده!؟.
فالمولوي في أشعاره غارقاً في حب الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في وصفه بلغته الكوردية ولهجته(الهورامية):
وةلحاصل ئةو بةدةر ظولمةت زيداى لةيل
ئةو ميهرى ئةيام لة ضياى ئةو كةيل
وة بورجى ئةصلاب طهيي باتةدا
وة دارةى ئةرِحام طاهيراتةدا
هةمووى ئةوجى بورج سةعادةت شةرةف
حةضيض بةر كةنار وةبال بةر طهرِةف
رِةئس و ذةنةبي ضهلالى تةكدا
سةرو دوو ضكةى رِووى بةيةكدا
لةنيشانةو جيَى ئةو زاتى ثرِ نوور
رِاسي لة تيرى نوقصانى مةهجور
لة خوسوفي عةيب دةنائةت بةرى
لة كوسوفي رِةيب خةنائةت عةرى
طولوعى سةرداو غوروبى ئاورد
حةرةكةو سةيرو دةورى تةواو كرد([4])
معناها:
يصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بدر يزيل بطلعته ظلمة الليل، وهو شمس تعطي النور، فالشمس محاط بنوره، كان طاهراً في برج أنسابه وفي رحم أجداده، وكل حلقة من حلقات نسبه كانت طاهرة بعيدة كل البعد عن النقص والرجس المعنوي وعن الضلالة وعبادة الأوثان، هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حفظه الله في هذا الطريق أن يستطيع أحد من الرؤساء ومرئوسي الضلال أن يظفروا به ويقنعوه بالتخلي عن الدعوة إلى الله تعالى، وشبّه محاولة إقناعهم له بالخسوف أي ماستطاعوا أن يخسفوا نوره، وما استطاع السهم أن يقع بينه وبين نور رسالته فيحيله للكسوف، ببركة طهارة النطفة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم بنوره كسف شمس الضلالة وما استطاعت البقاء، من علامات ورفعة مكانته اختلط الصدق بالحق فتقوى وابتعد عن ظلام الجهالة، وحفظ من العيوب ودناءة النسب، وابتعد عن التهم وظن الفواحش، جاء صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة الطيبة أبا عن جدّ وبطنا عن بطنٍ وانتقل من صلب أجداده إلى أن يأتي إلى الدنيا وبه صلى الله عليه وسلم استشرق نور السعادة والرفعة، وفقاً للعادات المتّبعة حان الوقت ليتغمد ضياء السعادة والرفعة وهدوء الإيمان وراحته جميع أنحاء العالم، وينقلب التعاسة إلى السعادة.
ويقول المولوي في مكان آخر في مبحث معراج الرسول صلى الله عليه وسلم واصفاً صاحب المعراج:
فەلــەک نەقشی پيي دی لە زەمیندا
خویی گرینی ھات وە رووی بریندا
چاوگەی چاوەکەی لێڵ و حەسرەت مەند
(لــیتنــي کنــت تــرابـا)ی دەخــوێـنـــــد
ھەرچی ڕیفعەت و عیزز و ھەسـتـی وێ
فیدای نەبوونی و خواری و پەستی وێ
حەق ڕەحمی ئاورد بەو سۆز و تاودا
دەقیـقــی پــەردەی لابــرد لـــە نــاودا
سورمەی گەردی پێی کێشــاوە چــاودا
بەو چاوی پڕ ئيش دووری و بێ خاودا
ئێشی چاوی چوو نەختێ پــڕ خـەو بوو
لە حیکمەت میعراج ئەو یەکێ ئەو بوو
في هذه الأبيات يعبر الشاعر عن رفعة مكانة الرسولصلى الله عليه وسلم وقدره بأسلوب أدبي رفيع ويقول: تواضع الأرض فمشى عليها الناس والمخلوقات لأجل ذلك رفعها الله بجعلها مكانا لظهور الأنبياء والمصلحين.
وحرم السماء من ذلك لأنه تكبر ورأى نفسه عالية، إلى أن نظر يوماً إلى المكان الذي يضع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدمه فيه!، شعر بالحزن ودمع دمعاً مملوحاً على جرحه وعلى ما تسبب لنزول دموعه وبكائه وهي الأرض، وقال في كل مرة (ياليتني كنت أرضاً منخفضاً) فكل رتبة ورفعة ومكانة ووجاهة فداء لرتبة الأرضية.
نعم حينما بكى السماء وانهمر دموع حزنه بحرقة، رحمه رب السماء، فرفع الحجاب فيه وعرج برسوله إليه، تكحل السماء الذي ذاق أَلمَ الفرقةِ والسهر وامتلأ منهما بغبار نعاله، وهدء باله ثم نام واستراح من كثرة السهر والتعب.
(ملا محمد البلخي) المشهور بـ(محوي)
محمد المحوي، بن ملا عثمان، من قرية(بالخ) منطقة(ماوةت)، ولد بالسليمانية سنة 1246هـ ــ 1830م، بدأ بالدراسة عند والده، ختم القرآن الكريم، وأكمل الكتب البدائية، طاف في مدارس، رحل إلى (سنندج)، ثم إلى (مهاباد)، عند ملا عبدالله (ثيرةباب)، رجع إلى السليمانية وأخذ عند علمائها، وارتحل أخيراً إلى (بغداد)، وأكمل العلوم وحاز على الإجازة العلمية من (محمد فيضي الزهاوي).
عيّنه أستاذه مدرساً في جامع الإمام الأعظم سنة 1859م، ثم رجع إلى السليمانية، وعين عضوا للمحاكم، ثم نقلته الدولة إلى (بغداد) سنة 1874م، رجع إلى السليمانية، وفي سنة 1883م سافر إلى (استنبول) والتقى بالسلطان (عبدالحميد) فأكرمه وأمر ببناء خانقاه له في السليمانية، وخصص له الراتب، وفي تلك السفرة حج بيت الله تعالى، وشرع في التدريس والإرشاد بعد الرجوع.
من طلابه: ملا حسن ملاعلي القزلجي، ملا محمود المزناوي، ملا سعيد أفندي، النائب أوغلو في كركوك، عبدالعزيو ملا أمين المفتي في السليمانية.
إضافة إلى جمعه العلوم العقلية والنقلية في التصوف الروحي، كان (محوي) شاعراً بارعاً، صافي الذهن، طاهر الباطن، يلوح في أبياته الإخلاص، ومعرفة الله تعالى وحب رسول الله، لاسيماً قصيدة (بحر النور)، توفي سنة 1324هـ ــ 1906م، ودفن في خانقاه بالسليمانية([5]). فالرسولr ضيف عزيز في ديوان هذا العالم العاشق، ويدل على مانقوله هذه الأبيات القليلة:
و صلى الله على ئەو بەحری نووری عیلم و عیرفانە
کــە دەرکــی غـــەوری نـاکــا غیُــر علــم الله سبحانه
و صلى الله على ئەو زاتی پاکی قودســی ئـایـاتە
کە ئەخلاقی پەسەندیدەی جەنابی حەیی مەننانە
و صلى الله على ئەو حەزرەتــەی ســاحێـــب کــەمـــاڵاتە
کە ئەعلا موعجیزەیی، قوربانی بم من، نووری قورئانە
معنى ماقاله محوي:
يارب أنزل الرحمة على بحر نور العلم والعرفان، الذي لايعرف سوى الله عمقه،
يارب صل على صاحب الصفات الجميلة والمقبولة عندك الذي قلت في حقه (وإنك لعلى خلق عظيم)
يارب صل على الحضرة الذي له الكمالات البشرية، وأعلا معجزاته هي القرآن.
و يقول في مكان آخــر:
بەیانی گەورەیی خولقی کەسێ ئایەت لە شەئنی بێ
نە مەقــدووری من و تۆیە، نە ئیشی قِس و سَحبانە
لە ئادەم تــا مـەسیحا، ئەنبیا یەک یەک بە قەومی خۆی
خەبەر داوە، لە پــاش ئێمە کە دێ، ئەو فەخــری ئەکــوانـە
نوعووتی خۆی و نەعتی ئال و سەحبی وەک گوهەر دەرجە
لــە دورجــا، یەعنــی کـوتــوبـی مــونزەلـەی ئـەو ئەنبیایانە
معناها:
فالذي جاء القرآن في مدحه وعظمة أخلاقه، ليس بمقدوري ولا بمقدورك ولا حتى بمقدور “قيس بن ساعدة”و”سحبان بن وائل” مدحه وتعظيمه.
من سيدنا آدم إلى سيدنا مسيح فالأنبياء كلهم أخبروا أقوامهم بمجيء سيد الكائنات.
فصفاته وصفات آله وصحبه مكتوب في الكتب المنزلة على الأنبياء والمرسلين.
ملا أحمد الجزيري:
الملا أحمد بن الملا محمد البوطي الجزري، المشهور بـ الملا الجزري أو الجزيري، نسبة إلى جزيرة (بوطان) بوتان، أو جزيرة ابن عمر ـ كما تعرف في المصادر الإسلامية([6]).
ولد الشيخ أحمد في بلدة (الجزيرة) سفح جبل الجودي سنة 975ه ــ 1567م، بدأ بالدراسة وأكمل الكتب الأوائل عند والده، ثم التحق بمدارس الجزيرة و هكاري وديار بكر والعمادية، ثم رحل إلى قرية (سترباس) قرأ فيها عند ملا طــه وأجازه الإجازة العلمية بعد أن تعلم العربية والفارسية والتركية، فأنهى الدراسة واستقر للإمامة والتدريس في قرية (سربا) التابعة لـ (دياربكر)، ثم انتقل إلى (حصن كيف)، الشرناق الحالي، وشرع في التدريس، ثم رجع إلى الجزيرة وعين مدرسا في المدرسة الحمراء، وسعى في تنفيذ المشاريع الخيرية حتى توفي سنة 1050ه ــ 1640م ([7]).
نماذج من أشعاره في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
ئسمێ تەیە مەکتــووب د دیـوانێ قِـدەم دا
حەرفەک قەلەمێ علمی ب تەقویمێ ڕەقەم دا
حاصل المعنى: اسمك يا (محمد) صلى الله عليه وسلم هو المكتوب في ديوان القِدم، وقد رقم وكتب علم الله تعالى في أحسن تقويم وتحسين حرفاً واحداً، وهو ذلك الاسم، لأن العالم كله قد خلق بعده مستمدّاً من نوره ـ عليه السلام.
ئەشکال و خەتێن دائرەیێ نوقتەیێ علمن
ئـەڤ نەقـش و مسالن د خەیالاتێ عــەدەم دا
حاصل المعنى: هذه النقوش والمثالات الموجودة خيالات العدم والتي هي عبارة عن هذه الموجودات الكونية من العالم العلوي والسفلي هي أشكال وخطوات ناشئة من دائرة نقطة علم الله القديم، لأنها ظهرت للوجود مطابقة لما سبق به علمه تعالى في الأزل.
میم مەتلەعێ شەمسا ئەحەد ئایینە سفەت کر
لامع ژ عەرەب بەرقێ ل فەخخارێ عەجەم دا
حاصل المعنى: أن إرسال محمد صلى الله عليه وسلم قد جعل مطلع الشمس أحدية الله و وحدانيته مثل المرآة في الشفافة والإضاءة فظهرت لمن أراد الله هدايته فصدق وآمن بها، وذلك النور المحمدي الذي لمح من ديار العرب أضاء برقه ووصل إلى بلاد العجم المبنية من الفخار، كما ورد أن نوره ـ عليه السلام ـ لدى ولادته أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام وكانت حين ذاك مسكناً للروم.
دا شاهدێ ئەسما ب هەمـی وەجهـی بناسـین
یەک مەستی سەمەدکر، ب یەکێ نەقشێ سەنەم دا
حاصل المعنى: أن الله تعالى تصرف في مخلوقاته على أنواع شتى لنشهد ونعرف دلالة أسمائه وصفاته تعالى في تجلّياته على الكائنات بحسبها فإنه تعالى شأنه يتجلى على واحد بصفة الهداية والمحبة فيجعله سكران بمحبة صمديته ويتجلى على واحد آخر بصفة الضلال والغواية فيعطيه نقش الأصنام ويزينها في نظره حتى يبتلي بعبادتها ويحيد عن سبيل الرشاد، ولله في خلقه شؤون.
یەک گرتییە زولفــێ ویـەکی خـال نـومایی
ئایـیــنە بــ ئــەسـکـەنـدەری وجـام بــجــەم دا
حاصل المعنى: وكذا من مشاهدة تجلي صفاته تعالى أن أعطى طرة الحبيب أي محبتها لواحد من العشاق فأخذ بها وأمسكها وواحد ظهر له خال خدّ الحبيب فعشقه وأعطى المرآة الشفافة لذلك الملك” اسكندر” وقدح الشراب العجيب للملك “جمشيد” فالله تعالى هو المتصرف في شؤون عباده لحكمة باهرة تقصر العقول عن إدراك كنهها وحقيقتها فهو المتصرف الحقيقي تعالى علوا كبيرا.
ئەرواحێ موقەددەس شەبێ قەدران تە دخوازن
نوورا تەیــە مسباحــێ د قەندیـلێ حــەرەم دا
حاصل المعنى: أن الأرواح المقدسة المطهرة تطلب حضورك ولقائك في ليلة القدر المشرفة ليحظوا بشرف المشاهدة، ونورك هو المضيء والمصباح في القناديل المعلقة في حرم مكة المكرمة، لذالك يؤمها الناس من كل فج عميق.
دا وەقتێ لقایێ ب تە حەی بین د بەقایێ
من نــەقـدێ دل و جـان د فـەنـایێ بسـەلەم دا
حاصل المعنى: إنني دفعت وأنقدت قلبي وروحي في مقام الفناء على طريقة بيع السلم، بأن دفعت الثمن نقداً حاضراً ورضيت ببقاء الثمن مؤجلاً لأجل أن أحيا بك يا حبيبي حياة أبدية عند لقائك وفي وقت قدومي عليك، وأصل إلى مقام البقاء بك الذي هو أعلى المقامات.
یاقووت فرۆشان د کەف ئەلماسی شکەستن
ئەڤ سەفحەیێ ئەلماسێ کو نەققاشی قەلەم دا
حاصل المعنى: حينما رقم ونقش نقاش القدرة وجه الحبيب الذي هو في غاية الصفاء والبياض كالماس، وزيّنه بالعيون والحواجب والخدود النضرة وغيرها، انكسرت وكسدت اليواقيت في أيدي بائعيها ولم يبق لها رواج بإزاء حسن ذلك الوجــه.
یا رەب ژ چ ڕوو لەب بـ ثەنایاتـە گوشایَم
سبــحانــك لــن أحــصــي في شـأنــك حـمــدا
حاصل المعنى: يا رب من أي وجه وبأي طريق أقدر على فتح فمي بثنائك، أي أنا عاجز عن ذلك، لأنه خارج عن طوق البشر، سبحانك إني لن أحصي حمداً ولا مدحاً في شأنك وحقك.
مننەت ژ خودایی کو ب عەبدێ خوە مەلایی
ئکسیرێ غەمێ عشقێ نە دینار و درەم دا
حاصل المعنى: امتنانا وشكرا جزيلا من ذلك الرب الذي أعطى عبده الملق بـ (الملا) غم العشق المشابه بلا إكسير في قلب الحقائق، ولم يعطه الذهب والفضة أي رزقه المحبة الربانية ولم يجعل حظه متاع الدنيا الدنية.
حـــزينـــة:
ومن النساء اللواتي لهن باع في الأدب والشعر الكوردي” السيدة زينب بنت الشيخ عبدالكريم البرزنجي” ولقبها الشعري “حزينة” ولدت السيدة الحزينة عام: 1863م 1280ه في “كويسنق” وتوفيت عام 1918م، ودفنت في مقبرة درويش خدر في مسقط رأسها.
كانت الشاعرة في عائلة علمية وأدبية عريقة في “كويسنجق” وكان زوجها أيضا أديبا كتب كتابا في ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بأسلوب النثر، وهي أيضاً لها أبييات في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، منها:
زؤر بـة تةوازوع طةليَك حةليم بوو
زيَدة بــة حةياو سةخي و كةريم بوو
هيض دةعيةى نةبوو زؤر بآ هةوا بوو
بـــةو ئــةخــلاقانة رســول الله بوو
تــةبيـبـى دةردان دؤستـــى فةقيران
نةرم و حةليم بوو لةطــةلَ ئةسـيران ([8])
معناها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ متواضعا وحليما جدّاً، كان ذو حياء كثير وسخاء لايوصف ليس عنده كبر ولا عجب،وبهذه الصفات العظيمة هو رسول الله ، كان طبيباً للأمراض الإنسانية ومحبّاً للفقراء وكان حليماَ وهادئاً مع الأسرى.
ولها أشعار عدّة ولكن حتى الآن لم يرى ديوانها النور.
ملا محمود المفتي (بيخــود)
شاعر الرسىول صلى الله عليه وسلم
هو الملا محمود بن الحاج ملا امین المفتي بن الحاج ملا احمد چاومار بن الملا محمود الديليزيي البير حسني بن ملا احمد الديليزي المتوفي سنة ۱۲۰۹ للهجرة .
ولد بيخود ” في السليمانية سنة (۱۸۷۷ـــــ ۱۲۹۹ ه ) وقد درس على يد علماء عصره .
قضى فترة من سنوات عمره في حلبجة . ثم عاد إلى السليمانية ، وبعد وفاة اخيه عبدالعزيز المفتي ) أشغل منصب ( الإفتاء ) في السليمانية إلى أن انتقل إلى جوار ربه في السليمانية .
كان رحمه الله يجيد اللغة الفارسية اجادة تامة وينظم بها الشعر . برع بیخود في الغزل والرثاء والشعر الصوفي ، وهو من شعراء المدرسة التقليدية في الادب الكردي ([9]).
وله حوار مع قلبه المحروق في حب الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون بأنه كان في مسجد كاك أحمد الشيخ في السليمانية ويأتي إليه رجل عامي يحتاج إلى تعبير لرؤيا رءاها وقال له ياشيخ رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدما يفسر له رؤياه يذهب الرجل، ويتكلم الشيخ مع نفسه ويقول يا بيخود ترى هذا العامي أقرب، وأسعد، وأطهر قلباً منك، ثم يبكي ويحزن. وفي الليلة يلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ويقول له يا بيخود من لم نلتق به في المنام فليس معناه أنه محروم من المحبة. وبعدما يستيقظ يشعر بسعادة لا مثيل لها، ويكتب هذه القصيدة الرائعة والمليئة بالحب والأمل ويقول:
لــــەو ڕۆژەوە ڕۆیشــتووە تــۆراوە دڵــــــی مـــن
هەرچەند ئەگەڕێم بێ سەر و شوێن ماوە دڵی من
ئاخۆ بە چ شاخێکەوە گیرساوە دڵی من
یا خۆ بە چ داخێکەوە سووتاوە دڵی من
في ذاك اليوم الذي ذهب قلبي وهو غضبان
ليس له في أي جهة وجود وإعلان
عجبا بأي جبل تعلق قلبي؟
وبأي هم احترق وهو حيران!؟.
ئەو هەمدەمی غەمخوار و نەدیمی منە یا ڕەب
ئەو مەحرەمــی ئەسرار و قەدیمی منە یا ڕەب
ئەو گەوهــەری شەهوار و یەتیمی منە یا ڕەب
کەوتــۆتــە چ بەحرێــکەوە، خنــکـاوە دڵـی من
هو جليسي وقت الهموم يارب،
هو عارف بأسراري القديمة يارب،
هو الجواهر النفيسة اليتيمة يارب،
وقع في أي بحر اختنق قلبي يارب؟!.
مەجنوونی دوو گیسوویی چ لەیلایێکە ئاخۆ
یــا وامیقــی جــادوویی چ عەزرایێکە ئاخۆ
دێــوانەیــی ئاهوویی چ ســەحرایێکە ئاخـۆ
کام چیهرەپەری دیوە کە ترسـاوە دڵــی مــن
عجبا لظفائر أية ليلى صار مجنونا ؟!
وبسحر أية “عزراء” صــــار “وامقاً” محزوناً ؟!،
لغزالة أية صحراء جنّن قلبي؟
أو برؤية أية حورية صار خائفاً مفتونا؟!
ئەتلێتەوە گاهێ بە خەیـاڵی خــەت و خاڵـــی
ئەخولێتەوە گاهێ بە چرای شەوقی جەماڵی
نازانی ئەگەر چۆنە بەدەس دەردەوە حـــاڵی
وەک پووش و پەڵاشێکە بەدەم باوە دڵی من
بخيال شامته الفتانة يذوب أحياناً
وبشعلة جماله يدور حيراناً
وهو لايدري ماذا صار لي بواسطته
صرت مثل العشب أمام الريح تَـيهانا.
لــەو چــۆڵ و بیابانـــە ئــەبێ یــاوەری کــــێ بـێ
یا بـــەو کــەژو کێوانـــەوە ســـەوداسەری کێ بێ
یا لەت لەت و ئەفگاری موژەی خەنجەری کێ بێ
چـــۆن مـــاوە لە ســـەد لاوە کە کوژراوە دڵی من
صار حواريَّ من في هذه البادية؟
أو صار عاشقَ من في هذه الجبال النائية؟
أو بخنجر أهدب من صار متقطعا؟!
عجبا وهو مقتول من مإة أطراف وأراه في العافية؟!
بۆ چی نەڕژێ سەیلی سروشکم وەکوو باران
بۆ چی وەکوو یەعقووب نەبمە شوهرەیی شاران
لەو یۆسفە پرسیومە لە بێگانە و یاران
هەرگیز نییە سۆراغی لە هیچ لاوە دڵی من
لماذا لايسيل دموعي مثل المطر؟!
وأكون مثل “يعقوب ” مشهورا في الحضر؟!
وأسئل عن “يوسف” عن القاسي والدانى!
ليس لقلبي وجود في أي مكان معتبر.
بۆ خۆی بگریم یا نەفەسی پەردەدڕاوی
یا بۆ جگەری کون کون و سەدپارەکراوی
چی کردووە یا ڕەب، کە خەو و خواردن و ئاوی
دایم غەم و بیداری و خوێناوە دڵی من
أبكي له أو لنَفَسِـه المسجونِ؟!
أو لكبده المثقوب المقطوع المحززونِ؟!
ماذا فعل يارب؟ إذ نومه و طعامه وشرابه،
تغير إلى الهمّ والسهر والدم المعفون!.
چ بکەم، چ بڵێم، بۆ دڵەکەم کارییە دەردم
شاهێدی منن موویی سپی و چیهرەیی زەردم
خۆڕایی نییە ناڵەیی گەرم و دەمی سەردم
هەڵبەت بە بەڵایێکەوە ئاڵاوە دڵی من
ماذا أفعل وأقول لقلبي؟ فمرضه فتاكُ!.
والشاهد بياض شَعري واصفرار وجهي المَساكُ!.
فهذا الأنين الحارّ معْ برودة الدم له سبب!
حتماً صار لقلبي مصيبة وإمساك.
ئەو سینە لە غەش خاڵییە، ئەو بێ ڕق و کینە
ئەو خادیمی شەرعی نەبەوی و میللەت و دینە
مەعلووم چووە بۆ خزمەتی سالاری مەدینە
وام زانی کە فەوتاوە، نەفەوتاوە دڵی من
هذا الصدر من الغش والبغض كاتم،
للشريعة والملة والدين خادم ،
فهو إلى خدمة سيد المدينة ذاهب،
الآن علمت ما فات قلبي وهو سالم.
قوربانی کەسێ بم کە بە قوربانی نەبی بێ
وەک بەندە سەگی دەرگەهی شاهی عەرەبی بێ
شاهی عەرەبی یەعنی قورەیشی نەسەبی بێ
جەرگی بە دوو ئەبرۆی ئەوە جنراوە دڵی من
أفدي لشخص يفدي للنبي أحمدا،
ويكون في باب الشاه العربي كلبا مثلي أبداً،
وقصدي بالشاه العربي القرشي النسبا،
بحاجبيه مفروم قلبي وكبدا.
زاتێکی وەهای گرتووە ڕۆحم بە فیدای ئەو
شاهان شەو و ڕۆژ دێنە قەدەمبۆسی گەدای ئەو
بێخود مەبە ئیتر بە ئومێد و بە تەمای ئەو
نایێتەوە لات گەر سەری داناوە دڵی من
تعلق قلبي بذات روحي له فداءُ،
يأتون لتقبيل قدمه الشرفاءُ،
اقطع الأمل من هذا وذاك “بيخود”
لايرجع قلبك بعد ما ذاق الدواءُ
كضة كـــورد:
هي زينب بنت ملا رؤوف أفندي بن محمود أفندي بن ملا سعدي، ولدت في 21/3/1900م في محلة بفري قنديل في “كويسنجق” في عائلة علمية وثقافية، بدأت دراسة الابتدائية في “بغداد” عام: 1906م في بيت خالها “عبدالله خورشيد أفندي” في مدرسة “روشدية” للبنات وهي أول مدرسة حكومية للبنات، واستمرّت فيها إلى أن أكملت الصف السادس الابتدائي، ثم رجعت إلى “كويسنجق” وبدأت بدراسة المنهج الشرعي المقرر لدى المدارس التابعة للمساجد والمسمّات بـ”الحجرات” وتعلمت لغات عدّ منها: العربية والفارسية والتركية والعبرية إضافة إلى لغة الأم وهي الكوردية، شاركت في إنشاء جمعيات أدبية وسياسية وخدمية، ولها مؤلفات عدّة، ورجعت إلى الله سبحانه وتعالى في 18/1/1964، ودفنت في أربيل
شـەو تا بەیانی ، رۆژ تا ئێــوارە
بکـەم تەعریفی ، زاتـی ئەو یارە
پێم بەیان ناکرێ وەسفی محەمەد
لە ئینســـانیەتی ئەو پایــــــەدارە
هەر ئەو شـەفیعی گوناهــکاوانە
کلیلــــی دەرگای تۆبەکــــــــارانە
کەسێ بە ڕێگای نووری ئەو بڕوا
شــــــــەوقی ئیمانی پڕ درەخــشانە